محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأعراف

صفحة 710 - الجزء 1

  سبحانه وتعالى، والإكثار منه ومن التضرع إليه، ولا يكون مثل المشركين في غفلتهم عنه، بل يكون ذاكراً له في كل أوقاته.

  {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ٢٠٦}⁣(⁣١) أخبر الله سبحانه وتعالى عن الملائكة، وكيفية عبادتهم وخضوعهم له جل وعلا غير مستكبرين عن ذلك، بل متذللين خاضعين، بخلاف ما عليه أهل الأرض من الأنفة والكبر عن عبادته، وكيف عبدوا الأصنام من دونه.

  * * * * *

  ¿

  الجزء الأول ويليه الجزء الثاني أوله

  سورة الأنفال


(١) سؤال: ما هي مناسبة ختم هذه السورة بهذه الآيات العظيمة؟

الجواب: تحدثت السورة «الأعراف» عن صراع النبي ÷ مع المشركين، وجده في دعوتهم إلى الهدى، وما لاقاه من الرد والتكذيب والاستهزاء في دعوته لهم وفيما يتلوه عليهم من آيات الله البينات والمواعظ والعبر والقصص فلم يقابل إلا بالرد والتكذيب والاستهزاء. فهذا هو الموضوع الذي تركزت حوله سورة الأعراف من أولها إلى آخرها تقريباً. وفي آخرها قال الله تعالى لنبيه ÷: {وَاذْكُر رَّبَّكَ ...} إلى آخر السورة فكأن الله تعالى يقول لنبيه ÷: قد أديت ما عليك، وبلغت رسالة ربك، وأكملت مهمتك وأتممتها، فتوجه إلى عبادة الله وذكره، ووجه سعيك كله في هذا السبيل، كالملائكة الذين هم في عبادة الله وذكره ليلهم ونهارهم لا يفترون، وهذا الكلام يشعر بتمام السورة ونهاية القصة التي تعرضت لها السورة، والله أعلم.