محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنفال

صفحة 7 - الجزء 2

  والجواب عليه: ليس المراد بالآية هذا، وإنما المراد بها أن المؤمن إذا ذكَّره أحد بالله سبحانه وتعالى تذكر.

  وهؤلاء الذين سألوا النبي ÷ عن الأنفال إذا كانوا قد امتثلوا لما أمرهم به نبيهم ÷ في شأنها - فقد استحقوا هذا الاسم، وانطبق عليهم.

  ومن علامة المؤمن هو التوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، وإذا أمرهم بأمر مضوا فيه من دون تردد، متوكلين عليه غير خائفين من أحد كائناً من كان، ولا متراجعين عنه مهما كان الثمن، فهذا ممن يستحق اسم الإيمان.

  {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ٣} يقيمون الصلاة كما أمر الله سبحانه وتعالى، ويخرجون نصيباً من أموالهم إلى مستحقيها، والمراد بها الزكاة.

  {أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً}⁣(⁣١) فمن كان على هذه الصفات المذكورة فهم الذين يستحقون اسم الإيمان بحق.

  {لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ٤} يرفع الله سبحانه وتعالى منازلهم في الآخرة؛ لأن الجنة درجات ومراتب كحال الدنيا في مراتب أهلها، فهذا في رتبة وزير، وهذا عقيد، وهذا ضابط⁣(⁣٢) وهكذا، فكذلك درجات الجنة تكون


= الآيتين الأخريين هو من جملة ذلك. والدليل على أن المراد ما ذكرنا: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٣٥}⁣[آل عمران]، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ٢٠١}⁣[الأعراف]، {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ١٥}⁣[الأعلى].

(١) سؤال: ما إعراب {حَقّاً

الجواب: يعرب مفعولاً مطلقاً مؤكداً لمضمون الجملة.

(٢) سؤال: هل استعمال نحو هذه الألفاظ: (عقيد، ضابط) في معانيها المعروفة يوافق اللغة العربية؟ أم كيف؟

الجواب: هي كلمات عربية لها معانٍ في أصل اللغة العربية إلا أنها صارت لمعانٍ جديدة تعارف الناس عليها، وبذلك تكون حقائق عرفية اصطلاحية، ولا تخرج بذلك عن كونها عربية.