محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنفال

صفحة 43 - الجزء 2

  وسَيُلْحِقُ بهم سخطه وعذابه متى ما أراد، وكان النبي ÷ قد ظفر بالكثير منهم، وبعضهم قد هرب، فأخبره الله سبحانه وتعالى بأنهم لن يفوتوه، بل سيلحقهم وليس بعاجز عن ذلك، وعلى قراءة الياء في {يَحْسَبَنَّ} المعنى: لا يظنن الذين كفروا أنهم فاتوا وسلموا من عذاب الله فسيلحقهم الله بعذابه و ... إلخ.

  {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالاستعداد للمشركين بكل ما استطاعوا من قوة⁣(⁣١).

  {وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} وبأن يجهزوا الخيول ويربوها⁣(⁣٢).

  {تُرْهِبُونَ⁣(⁣٣) بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ} فإن المشركين إذا


(١) سؤال: هل لزوم الإعداد متعلق بالمسلمين إلى نهاية التكليف؟ وهل الدراسة والتدريس والتحصين عن الأفكار الزائغة من جملة القوة؟

الجواب: الإعداد هو من واجبات الولاة على المسلمين، أما الفرد فلا يتعلق به التكليف منفرداً، وماذا يغني الإعداد الفردي؟! ولكن الولاة هم الذين يجب عليهم الإعداد، وعلى الفرد المسلم أن يعين الوالي بما يجب عليه، والوالي العادل هو الذي سيرسم عليه ما يجب. ودراسة العلم وتدريسه ونشره هو أعظم الإعداد وأكبره، وليس الإعداد المادي إلا في الدرجة الثانية، ولم يفرض الله تعالى الإعداد إلا لحفظ الدين والعلم الذي جاء به رسول الله ÷.

(٢) سؤال: هل المراد برباط الخيل اسم الرباط أم المراد المصدر في معنى الخيل المربوطة؟

الجواب: يصح أن يكون المراد بـ «رباط» نفس المصدر أي: ربط الخيل للحفظ لها، ويصح أن يكون المعني برباط الخيل: الخيل المربوطة.

(٣) سؤال: لماذا لم يجزم الفعل {تُرْهِبُونَ} وظاهره في جواب الطلب؟

الجواب: «ترهبون به ..» جملة مستأنفة لبيان العلة أي: أنها جاءت جواباً لسؤال مقدر ناشئ عن جملة «وأعدوا ..» أي: لماذا نعد لهم؟ فجاءت «ترهبون ..» جواباً لهذا السؤال. ويجوز أيضاً الرفع على أن يكون «ترهبون» حالاً من فاعل «وأعدوا». ويصح الجزم على أساس أنه جواب الأمر، ولكن لم ترد به قراءة، ولا تجوز قراءة القرآن إلا على حسب ما قرأ النبي ÷.