محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة التوبة

صفحة 55 - الجزء 2

  وطلب الأمان منك أو من أحد المسلمين فأمِّنْه ثم أسمعه كلام الله سبحانه وتعالى، فإن هو قبل وآمن وإلا فاردده إلى حيث يأمن، وكذلك لو أجاره واحد من المسلمين كائناً من كان ولو امرأة أو عبداً ولو بإشارة تدل على ذلك - فقد حرم قتله وحقن دمه، ووجب على المسلمين جميعا أن يؤمنوه، ثم يسمعوه كلام الله؛ فإن هو آمن وإلا فالواجب أن يردوه إلى المكان الذي يصير آمنا فيه.

  {كَيْفَ⁣(⁣١) يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ} فهم أهل غدر وخيانة ولن يوفوكم بعهد أيها المسلمون أو ذمة.

  {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} إلا قبيلة⁣(⁣٢) من المشركين كانوا قد عاهدوا النبي ÷ عند المسجد الحرام؛ فليسوا من أهل الخيانة، وهم أهل وفاء، فأتموا لهم العهد الذي بينكم وبينهم، وأما بقية المشركين فلن يوفوا لكم بعهد أبداً، فألغوا ما بينكم من العهود، وليكن ذلك على مسمع أكثر الناس، وذلك عند اجتماعهم في منى يوم الحج الأكبر، وقد بعث النبي ÷ أمير المؤمنين عليا # ينادي بهذه البراءة التي هي فسخ العهود التي بينه وبين المشركين.

  {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ}⁣(⁣٣) فما داموا لم ينقضوا لكم عهداً واستمروا


(١) سؤال: ما المراد بالاستفهام في الآية؟

الجواب: المراد بالاستفهام الاستنكار والاستبعاد والتعجب.

(٢) سؤال: هل عينت هذه القبيلة باسمها فمن هي؟

الجواب: ذكر أنهم بنو كنانة، وقيل: بنو ضمرة، وقيل: خزاعة.

(٣) سؤال: ما إعراب: {فَمَا اسْتَقَامُوا

الجواب: في إعراب «ما» وجوه:

١ - أن تكون مصدرية ظرفية (مدية دوامية) أي: استقيموا لهم مدة استقامتهم لكم.

٢ - أن تكون اسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية الزمانية، والتقدير: أي وقت استقاموا لكم فيه فاستقيموا لهم فيه، أو في محل رفع مبتدأ أي: أن في إعرابها وجهين في حال كونها اسم شرط جازم.