سورة التوبة
  ليأخذوا عنه ويتعلموا عنه أحكام دينهم خلال ذلك فلا يرجعون إلى أهاليهم إلا وقد استفادوا وتعلموا وأخذوا عنه؛ فيعلمونهم ما استفادوه(١) من النبي ÷ في سفرهم
= وسفرته لتبوك كذلك امتدت نحو شهر، وغزوة بدر امتدت أياماً، وخيبر أياماً، و ... إلى آخر غزواته ÷.
(١) سؤال: هل في الآية دليل على وجوب طلب العلم على جميع المكلفين، حيث ألزم الخارجين أيضاً بتعليم الجالسين في المدينة؟
الجواب: نعم فيها دليل على وجوب طلب العلم على جميع المكلفين، وأقل العلم الواجب هو علم ما يجب على المكلف ولو عن تقليد كالعامي فيجب عليه بعد الإسلام والإيمان أن يتعلم الصلاة والطهارة والصيام وإذا كان غنياً فيتعلم الحج وإذا تزوج فيجب عليه معرفة حقوق الزوجة، وإذا كان تاجراً فيلزمه أن يتعلم ما يحرم من المعاملات، وكل ذلك بالسؤال وتقليد العالم الذي تطمئن إليه النفس لعلمه وعدالته وثقته وأمانته ودينه.
سؤال: يروى عن إمام الزمان مولانا مجدالدين # أنه رجح أحد معنيي الآية اللذين ذكرهما الزمخشري وهو أن الله عاتبهم على الخروج جميعاً في السرايا وأمرهم أن يُنَفِّروا إلى الجهاد طائفة منهم، ويبقى الكثير منهم في المدينة ليتفقهوا عند النبي ÷ ثم يعلموا الخارجين إذا عادوا من تلك السرية أو الغزوة، فما مدى موافقته لأول الآية؟
الجواب: هذا الوجه صحيح، والآخر صحيح؛ لأن هناك جامعاً مشتركاً بين الأقوال وهو أن يتعلم طائفة عند النبي ÷ ثم يعلموا ما تعلموه من العلم والمعرفة من لم يكن بحضرته ÷، واختلاف الأقوال في صفة النفر لا يفسد التفسير ولا يخل بصحته ما دام المعنى كما ذكرنا؛ لذلك فنقول: التفاسير كلها صحيحة.
سؤال: هل في الآية دليل على تفضيل طلب العلم على الجهاد على كل التفاسير أم لا؟
الجواب: العلم مقدم على العمل، ولا يتم العمل إلا بالعلم، وفضلُ العلم على العمل - الجهاد وغيره من الأعمال - أَمْرٌ مسلّم ومفروغ منه بين علماء الأمة، وقد نطق بذلك القرآن: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة: ١١]، {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر: ٩]، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: ٢٨].