سورة يونس
  {إِنَّ فِي اختلاف اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا(١) خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ ٦} فمرة يكون الليل طويلاً والنهار قصيراً، ومرة يكون العكس من ذلك، والليل يكون مظلماً، والنهار يكون مبصراً، يجيء النهار ثم يخلفه الليل.
  يحثنا الله سبحانه وتعالى أن ننظر ونتفكر في هذا الاختلاف أليس يدل على أن وراء ذلك قادراً يفعل ذلك، وكذلك يحثنا على النظر فيما يترتب على هذا الاختلاف من المنافع العظيمة والمصالح الجمة الكثيرة لنا، أليس في ذلك آيات دالة على قدرته ورحمته وعلمه ووحدانيته وفضله ونعمته على الناس.
  أخبر الله سبحانه وتعالى أنه سينتفع بهذه الآيات ويتفكر فيها المتقون لسخطه ونقمته، وأما الذين لا يخافون منه، ولا يؤمنون باليوم الآخر - فهم بعيدون كل البعد عن ذلك، ومعرضون أشد الإعراض.
  {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} أراد الله سبحانه وتعالى بهؤلاء المشركين فهم الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، ولا يؤمنون بلقاء الله سبحانه وتعالى، ولا بالحساب والعقاب والجنة والنار، وينكرون أن يكون هناك حياة غير هذه الحياة.
  {وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} وجعلوا أكبر همهم الدنيا وزينتها وملذاتها، وتوجهوا بجميع أعمالهم إليها.
  {وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ٧} وهم غافلون عن النظر والتفكر في آيات الله سبحانه وتعالى التي بين أيديهم من خلق السماوات والأرض والشمس والقمر، واختلاف الليل والنهار.
  ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن مصيرهم فقال: {أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ٨} فمصيرهم إلى جهنم بسبب أعمالهم تلك.
(١) سؤال: ما معنى «ما» في قوله: {وَمَا خَلَقَ اللَّهُ}؟
الجواب: هي موصولة بمعنى الذي.