سورة يونس
  {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ٩}(١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى بأن الذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحة فسيهديهم ربهم إلى أن يعملوا(٢) بالأسباب التي تؤدي بهم إلى الجنة، وسيبصرهم(٣) بسبب ذلك إلى الطريق التي يسيرون فيها وتؤديهم إلى الجنة.
  {دَعْوَاهُمْ(٤) فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} فهذا هو دعاء أهل الجنة، وهو: {سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} أي ننزهك ونعظمك ونقدسك، وأما تحية بعضهم لبعض وتحية الملائكة لهم فهو: (السلام عليكم).
  {وَآخِرُ(٥) دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٠} على ما هداهم إلى أن وصلوا إلى ذلك الملك العظيم، والنعيم الدائم، ونفوسهم تطفح بحمد الله تعالى
(١) سؤال: ما محل جملة: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ}؟
الجواب: محلها الرفع خبر ثانٍ لـ «إنَّ».
(٢) سؤال: ما العلة في حذف هذا المعمول من الآية؟
الجواب: حذف للعلم به، ولأنه لا يحصل إلباس.
(٣) سؤال: يقال: قد ذكر جمهور أئمتنا أن معنى: {يَهْدِيهِمْ} هنا يثيبهم فكيف؟
الجواب: تفسير «يهديهم» هنا بيثيبهم تفسير صحيح، ولكن لا يمنع ذلك من تفسيرها بالتوفيق والتنوير؛ لأنها محتملة للوجهين، وبعد فالمعنى في الوجهين واحد فإن التوفيق والتنوير يوصل إلى الثواب الدائم.
(٤) سؤال: يقال: كيف عبر عن الدعاء بلفظ الدعوى؟
الجواب: الدعوى مصدر دعا يقال: دعا يدعو دعاءً ودعوى، مثل شكا يشكو شكاية وشكوى، وهذا القول هو أجود ما قيل في تفسير هذا، والله أعلم.
(٥) سؤال: أين خبر: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ}؟
الجواب: الخبر هو: أن وما دخلت عليه في: {أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٠} فهو مؤول بمصدر في محل رفع.