محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يونس

صفحة 147 - الجزء 2

  {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ⁣(⁣١) لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ} يتحدث الله سبحانه وتعالى عن مشركي قريش، وكيف كان موقفهم من القرآن وجوابهم عندما تلي عليهم، فأخبر الله سبحانه وتعالى أن النبي ÷ كان إذا تلا عليهم آيات القرآن التي هي واضحة، والحق بين فيها، وظاهر لمن سمعه كان المشركون يجيبونه بأن يأتيهم بغير هذا القرآن، أما هو فلن يصدقوه، وليس ذلك منهم في الحقيقة إلا عناداً وتمرداً عن قبول الحق.

  {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن يجيبهم بهذا الجواب وهو أنه لا ينبغي لي أن أبدله وليس في استطاعتي ولا تحت قدرتي فهو كلام الله سبحانه وتعالى؛ فإن شاء تركه، وإن شاء بدله لهم بغيره.

  {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} فلست أبلغكم إلا ما يوحي به الله سبحانه وتعالى إلي من الآيات، ولست مأموراً بغير ذلك، شئتم أم أبيتم.

  {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٥} إن بدلته لكم أو جئتكم بشيء من عندي فقد عصيت الله سبحانه وتعالى، وأنا أخاف من معصيته عذاب جهنم.

  {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ}⁣(⁣٢) أخبرهم يا محمد أن الله تعالى لو شاء لما أوحى به إليك، ولما بعثك لتقرأه عليهم.


(١) سؤال: ما معنى: {لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا

الجواب: المؤمن يرجو ثواب الله ورحمته لإيمانه بالله وباليوم الآخر، والكافر بالعكس، فالرجاء والإيمان متلازمان في حق المؤمن، فكنى في حق الكافر بعدم الرجاء عن عدم الإيمان، وصحت الكناية لما ذكرنا من التلازم.

(٢) سؤال: ما النكتة في تغيير الضمير من المتكلم إلى الغيبة في {تَلَوْتُهُ} {أَدْرَاكُمْ

الجواب: تغيير الضمير هو المسمى بالالتفات، وفائدته تنشيط ذهن السامع للإصغاء والاستماع للخطاب، ويختص هذا المقام بكون الحجة على الخصم تستدعي المواجهة بها له، وضمير المتكلم والمخاطب هو الموضوع للمواجهة والخطاب.