سورة يونس
  وأن يجتمعوا على أنبيائهم لعظيم نعم الله عليهم.
  {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ٩٣} هؤلاء الذين أخبر الله سبحانه وتعالى عنهم بأنهم اختلفوا بين مصدق بنبيه ومكذب به - فإنه سيحكم بينهم يوم القيامة بالحق والعدل فيعذب المكذبين، ويثيب المؤمنين.
  {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ٩٤} لم يكن النبي ÷ في شك وريبة من القرآن وإنما هذا من باب: «إياك أعني واسمعي يا جارة»، فالخطاب موجه لشخص بينما المقصود به غيره.
  وذلك أن بعض المؤمنين كان قد دخل في قلبه الشك في صدق النبي ÷ والقرآن لما رأوه من الضعف في الإسلام وعدم انتشاره، وعدم استجابة الكثيرين لدعوة النبي ÷، فأمرهم الله سبحانه وتعالى ألا يظنوا أن عدم انتشار الإسلام، وعدم التصديق لدعوة النبي ÷ من أكثر الناس كان لنقص في الدين أو خلل، فالرسول رسول الله حقاً، والقرآن حق وصدق من عند الله سبحانه وتعالى، وإذا كان في قلوبكم شك فاسألوا علماء أهل الكتاب وسيخبرونكم بالحق(١).
  {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٩٥} الخطاب للنبي ÷ ولكن المقصود غيره كما ذكرنا.
  {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ٩٦ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى
(١) سؤال: هل هناك تعارض بين هذا وبين ما روي من النهي عن القراءة في كتب أهل الكتاب أم لا؟ فكيف يجمع بينهما؟
الجواب: المراد بسؤال أهل الكتاب في قوله: {فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ} هو سؤال الذين آمنوا من أهل الكتاب كعبدالله بن سلام وعبدالله بن صوريا وتميم الداري؛ لأنهم هم الذين يوثق بخبرهم، فمن هنا يظهر عدم التعارض المذكور في السؤال.