محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يونس

صفحة 193 - الجزء 2

  الآيات الدالة على ربوبيته التي جعلها في السماوات والأرض، ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن هذه الآيات لا فائدة منها لقوم طبيعتهم العناد والتمرد والتكذيب، وأن عدم إرسال الآيات لهم ليس السبب في عدم إيمانهم فهي موجودة، ولكن السبب في ذلك هو عنادهم وتمردهم.

  {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لم يبق إلا أن ينتظروا أن ينزل بهم مثل ما أنزله على الأمم التي كذبت أنبياءها من قبل.

  {قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ١٠٢} قل لهم يا محمد بأن ينتظروا نزول العذاب بهم، وأخبرهم أنك منتظر معهم.

  {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ١٠٣} إذا أنزل الله سبحانه وتعالى عذابه على أمة فإنه ينجي أنبياءه والمصدقين بدعوتهم، وهذا وعد من الله سبحانه وتعالى حق لازم⁣(⁣١).

  {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} إذا كنتم في شك وريبة من صدق ديني وعبادتي فاعلموا أني لن أعبد أصنامكم هذه التي تعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى.

  {وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ١٠٤} قل لهم يا محمد بأنك تعبد الله الذي بيده حياتكم وموتكم، وأخبرهم بأن الله سبحانه وتعالى قد أمرك بذلك.


= وليس في الآية دليل على اشتراط ظن التأثير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

(١) سؤال: هل الوعد من الله بنجاة المؤمنين عام في كل بلاء أو عذاب ينزله حتى ولو في عصرنا هذا؟

الجواب: نعم الوعد عام بنجاة المؤمنين في كل عذاب ينزله على المجرمين إلى يوم القيامة، للعموم في المؤمنين في قوله: {كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ١٠٣}.