محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 196 - الجزء 2

سورة هود

  

  {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ١} هذه السورة من السور التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على النبي ÷ في مكة يخاطب بها المشركين، ويحاججهم بها، ويبين لهم آياته وحججه فيها.

  وهي من جملة الكتاب الذي أحكمه⁣(⁣١) الله سبحانه وتعالى بعلمه، ورتبه بحكمته، ووضع كل كلمة منه في موضعها، وهو حق وصدق، وأحكامه مبينة بعلمه وحكمته فهو من الحكيم الخبير.

  فهو سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان، وأنزل القرآن فهو عالم من أين يدخل على قلوبهم وعلى مسامعهم؟ وما هو البيان الذي سيفهمونه، والتفصيل الذي سيعقلونه؟ وعالم بالحجج التي ستطمئن لها أنفسهم.

  {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ}⁣(⁣٢) أول خطاب وجهه إليهم هو أن أمر نبيه ÷ بأن يأمر المشركين بعبادة الله سبحانه وتعالى وحده، ويتركوا عبادة الأصنام.

  {إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ٢} وأمره أيضاً أن يخبر المشركين بأن الله


(١) سؤال: يقول بعضهم بأن القول بجواز النسخ يعارض الإحكام المدلول عليه بهذه الآية فما رأيكم؟ وهل يستوي في ذلك نسخ الحكم ونسخ التلاوة؟

الجواب: لا تعارض لأن الإحكام هو الإتقان في الفصاحة والبلاغة، وفي الأحكام الشرعية من حيث مناسبتها للمصالح، فالمنسوخ والناسخ كلاهما مناسبان للمصلحة، فالمنسوخ كان هو الحكم المناسب للمصلحة في وقته، والناسخ هو المناسب للمصلحة في وقته، فلم يخرج الكتاب عن الحكمة وما تقتضيه المصلحة بالنسخ.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: {أَلَّا تَعْبُدُوا

الجواب: «أن» مفسرة، وجملة: «لا تعبدوا» تفسيرية لا محل لها من الإعراب.