محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 197 - الجزء 2

  سبحانه وتعالى قد أرسله إليهم لينذرهم عذابه إن استمروا على عبادة الأصنام، ليبشر من استجاب له وعمل بما أمره الله سبحانه وتعالى بالخير والرحمة والثواب العظيم في الجنة.

  فكان من المفروض حين أخبرهم النبي ÷ بهذا أن ينزجروا ويخافوا ويقلعوا عما هم عليه.

  ألا ترى أن العاقل إذا أتى إليه شخص من أهل الثقة يخبره انه مرسل لينذره أن قوماً مسميين قادمون لقتله وتشريده إن لم يفعل كذا، فمن شأنه أن ينظر في مصداقية هذا الخبر وأن يعمل الاحتياطات اللازمة لتوقي ذلك الخطر القادم عليه، وألا يجعل هذا الخبر وراء ظهره، ولا يغفل عنه، وخاصة إذا كان الشخص هذا معروف الصدق، ولم يعرف عنه أنه قد كذب قط.

  فشأن الرسول في قومه كهذا الشخص، فكان من الواجب على المشركين أن يتفكروا وينظروا في صدقه ومصداقية ما جاء به لا أن يردوا خبره من غير نظر وتفكر.

  {وَأَنِ⁣(⁣١) اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}⁣(⁣٢) ومرسل إليكم بأن تستغفروا ربكم من ذنوب الشرك، وأن ترجعوا إليه وتعملوا بأوامره وأن تتركوا ما نهاكم عنه.


(١) سؤال: ما إعراب: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا ...

الجواب: «أن» المفسرة وتفسيرها معطوف على: {أَلَّا تَعْبُدُوا}.

(٢) سؤال: يقال: لماذا عطف التوبة على الاستغفار واستخدم لذلك حرف العطف «ثم» رغم أن الاستغفار توبة؟

الجواب: الاستغفار: هو طلب مغفرة الذنوب السالفة، والتوبة: هي الرجوع إلى الله بامتثال أمره والانتهاء عن نهيه؛ لذلك عطف أحدهما على الآخر. وكان العطف بـ «ثم» لعظم التوبة وتفاوت ما بينها وبين الاستغفار، فإن التوبة لا تتم إلا بالاستقامة على امتثال أمر الله والانتهاء عن نهيه.