محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 198 - الجزء 2

  {يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} إن استغفرتم ربكم من عبادة الأصنام، ومن الشرك والضلال، ورجعتم إلى الله سبحانه وتعالى - فسيمدد لكم في أعماركم حتى يبلغ كل امرئ أجله المكتوب عند الله سبحانه وتعالى، وسيدفع عنكم المصائب والشدائد، وبالعكس إن بقيتم على ما أنتم عليه من الشرك فسيقطع أعماركم بأن يعذبكم ويستأصلكم قبل أن تستوفوا أعماركم التي هي مكتوبة لكم عنده.

  {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} يعطي كل من عمل صالحاً ثواب عمله لا ينقص منه شيئاً.

  {وَإِنْ تَوَلَّوْا⁣(⁣١) فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ٣}⁣(⁣٢) وإن أعرضتم عن دعوتي وإنذاري وتبشيري لكم فسوف يحيط بكم عذاب الله سبحانه وتعالى وسخطه فيستأصلكم في الدنيا قبل الآخرة. وفعلاً حل بهم عذابه يوم بدر استأصل كبارهم جميعاً.

  {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٤} فسوف ترجعون إلى الله سبحانه وتعالى وسيحاسبكم، فهو قادر على أن يبعثكم بعد الموت، أليس من قدر على إحيائكم من العدم قادر على إعادة إنشائكم؟

  وكانوا ينكرون البعث والحياة بعد الموت، ويستبعدون أن يقدر الله سبحانه وتعالى على ذلك.

  {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ} أخبر الله سبحانه وتعالى أن


(١) سؤال: هل قوله: {تَوَلَّوْا} فعل مضارع حذفت إحدى تائيه وجزم بحذف النون؟

الجواب: نعم هو مضارع حذفت إحدى تائيه وجزم بحذف النون.

(٢) سؤال: هل يصح أن يحمل {عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ٣} على عذاب يوم القيامة أم لا؟

الجواب: يصح أن يحمل على عذاب يوم القيامة، وإنما عدلت عن تفسيره بذلك لقوله تعالى في سورة فصلت: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ١٣}.