سورة هود
  والأيام هذه المراد بها أيام الله التي مقدار اليوم كما ورد خمسون ألف سنة، وقد يكون المعنى أنها ستة أيام مثل أيامنا، والله على كل شيء قدير.
  {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرض لم يكن إلا الماء، ثم خلق من الماء(١) السماوات والأرض وما بينهما، وجعل ذلك تحت ملكه(٢) وسيطرته وقدرته.
  {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} هذه هي الحكمة من خلق السماوات والأرض وهي: أن يختبر عبيده من الجن والإنس والملائكة فينظر من الذي سيطيعه ويمتثل لأوامره، ويعمل الأعمال الصالحة فيثيبه، من الذي يكون بعكس ذلك فيعاقبه، والمقصود من ذلك هو الجزاء؛ لأنه الغاية من التكليف والاختبار.
  {وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا(٣) إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ٧} قال الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷: إذا أخبرت المشركين أن الله سبحانه وتعالى سيبعثهم بعد الموت - فسيكذبونك ويرمونك بالسحر، ويتهمونك بالكذب والافتراء على الله سبحانه وتعالى.
  {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ} أخبر الله سبحانه وتعالى عن حال المشركين وهو أنه إذا أخر عنهم إنزال عذابه إلى فترة
(١) سؤال: قد يقال: إن الماء من جملة الأرض فكيف ذلك؟
الجواب: لم يكن يومئذ أرض ولا سماء.
(٢) سؤال: هل تريدون أن العرش بمعنى الملك الذي يراد به التملك؛ لئلا يصير المعنى: وكان ملكه (مملوكه) على مملوكه؟
الجواب: نعم المراد أن العرش بمعنى التملك والسلطان والسيطرة.
(٣) سؤال: فضلاً ما هو إعراب جملة: {لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}؟
الجواب: الجملة جواب للقسم المدلول عليه بلام التوطئة المتصلة بـ «إن» الشرطية، وتسمى اللام الموطئة للقسم، ولا محل للجملة من الإعراب، وهي سادة مسد جواب «إن» الشرطية.