سورة هود
  {بَقِيَّةُ(١) اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} طاعة الله سبحانه وتعالى خير لكم من العصيان والتمرد.
  {وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ٨٦} وليس عليَّ حسابكم وجزاؤكم، ولا يلزمني إلا أن أبلغكم ما أرسلت به إليكم، وحسابكم وجزاؤكم على الله سبحانه وتعالى.
  {قَالُوا يَاشُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ}(٢) يستنكرون على نبي الله شعيب، حين دعاهم إلى ترك عبادة الأصنام ونهاهم عن بخس المكيال والميزان وقالوا لن نترك ذلك لأجل تنسكك.
  {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ٨٧}(٣) قالوا ذلك استخفافاً منهم به واستحقاراً لما يدعوهم إليه.
  {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا} أخبروني أيها القوم ماذا لو كنت على بينة وحجة واضحة تدل على صدقي، وأني
(١) سؤال: فضلاً ما معنى {بَقِيَّةُ اللَّهِ}؟ ومم أخذت في أصل لغتها؟
الجواب: معنى {بَقِيَّةُ اللَّهِ}: هو ما بقي من أموالكم بعد أن توفوا الناس في الكيل والوزن هو خير لكم أي: أنه يبارك لكم فيه، وسيثق الناس بكم ويتوجهون إليكم ويقصدونكم في البيع والشراء فتنمو أموالكم وتتبارك تجارتكم. وبهذا التفسير يظهر معنى {بَقِيَّةُ اللَّهِ} ويظهر مأخذها اللغوي. ولا منافاة بين هذا التفسير وبين تفسيرها بطاعة الله فمعنى طاعة الله هو امتثال أمره بإيفاء الكيل والوزن.
(٢) سؤال: علام عطف: {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ ...}؟ وكيف يصير معناه على إعرابه؟
الجواب: {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ} معطوف على «ما» في قوله تعالى: {أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} فيصير المعنى: أو أن نترك فعل ما نشاء في أموالنا.
(٣) سؤال: هل المراد بهذا التهكم من باب {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ٤٩}[الدخان]؟
الجواب: هو كذلك من باب: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ٤٩}.