سورة هود
  رسول من عند الله سبحانه وتعالى؛ فهل تريدون(١) مني أن أترك ما كلفني به، وأن أعصيه وقد أوسع علي في الرزق وأنعم علي، فلن يكون ذلك، ولا بد أن أكمل تبليغي رسالة ربي التي كلفني بها.
  {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}(٢) ولن أعمل تلك الأعمال التي نهيتكم عنها حتى تتهموني بالاحتيال عليكم، والخيانة لكم، والكذب في دعوتي.
  {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ(٣) وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ٨٨} فلا غرض لي غير إصلاحكم، وإصلاح أمركم متوكلاً على الله سبحانه وتعالى في ذلك، ومستمداً منه العون على ذلك، ومعتمداً عليه في أمري هذا، وماضياً فيه؛ لأن مرجعي إليه، و هو الذي سيحاسبني.
  {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ٨٩}، هذا من خطاب نبي الله شعيب لقومه: لا تحملكم عداوتي وشقاقكم لي ومخالفتكم على الوقوع في المهالك،
(١) سؤال: هل تقصدون أن جواب «إن» الشرطية محذوف تقديره ما ذكرتم؟ وما هو المراد بالرزق الحسن؟
الجواب: ما ذكرناه هو جواب الشرط أن أعصيه بالتطفيف والتحيل لأخذ أموال الناس، والمراد بالرزق الحسن السعة في الرزق، فما ذكرناه من تقدير الجواب ومن تفسير الرزق هو المناسب للسياق، والله أعلم.
(٢) سؤال: ما موضع: {أَنْ أُخَالِفَكُمْ} الإعرابي؟ وهل معنى «إلى» في قوله: {إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} معنى الباء، أي: بما أنهاكم عنه؟ أم أنها على أصلها؟
الجواب: موضع: {أَنْ أُخَالِفَكُمْ} النصب مفعول به، و «إلى» على أصلها للانتهاء.
(٣) سؤال: من فضلكم لو أعربتم قوله تعالى: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ}؟
الجواب: إن: نافية. أريد: فعل وفاعل. وإلا: أداة استثناء. والإصلاح: مفعول به، والاستثناء مفرغ. و «ما» مصدرية ظرفية زمانية مضافة إلى الجملة التي بعدها، أي: مدة استطاعتي.