سورة هود
  وأن تقعوا فيما وقع فيه قوم صالح وقوم هود وقوم لوط، ولا تأخذكم حماقتكم إلى ظلم أنفسكم وإهلاكها، ووعظهم أن يتفكروا وينظروا في عاقبة أمر أولئك الذين سبقوا، وأن قوم لوط لا زالوا قريبي عهد بهم؛ فليعتبروا بهم.
  {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ٩٠} واطلبوا المغفرة من ربكم على تمردكم وعصيانكم وشرككم، وارجعوا إليه وسيقبل توبتكم، وسيعفو عن سيئاتكم.
  ومعنى «ودود» أنه تعالى يتودد إلى عباده ويتلطف بهم ليرجعوا إليه، ويدخلوا في رحمته.
  {قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ} لا ندري ما هذا الذي تقوله، {وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ٩١} ونحن نستطيع أن نقتلك ولولا خوفنا قبيلتك لقتلناك وما أسهل ذلك علينا لأنك لست ممتنعاً علينا.
  {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ} أتخافون من قومي ولا تخافون من الله سبحانه وتعالى؟ {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا(١) إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ٩٢} جعلتموه وراء أظهركم ولم تبالوا به، مع أنه أحق بالخوف منه، وكيف تتهاونون به وبأوامره وبرسوله غير مبالين، وهو ربكم الذي بيده نواصيكم، وهو عالم بأعمالكم هذه، ومطلع عليها، وسيجازيكم عليها.
  {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ} أبلغوا جهدكم في نصب العداوة لي، وافعلوا ما بدا لكم بي - فلن تثنوني عن عملي هذا، وسأواصل تبليغكم دعوتي، ولن أترك ذلك؛ فاصنعوا ما بدا لكم.
(١) سؤال: ما إعراب: {ظِهْرِيًّا}؟
الجواب: {ظِهْرِيًّا} مفعول ثان لاتخذتموه.