سورة هود
  أرسله الله سبحانه وتعالى إلى فرعون وكبار دولته وأعيانها، وذلك لأن بقية القوم يكونون تبعاً لهؤلاء الكبار، فإذا آمن الكبار تبعهم هؤلاء، ولكنهم استجابوا لفرعون وتركوا موسى وما دعاهم إليه، مع أن فرعون كان يدعوهم إلى الهلاك والبوار في الدنيا والآخرة.
  {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ٩٨} عندما اتبعوه سيحشرون معه يوم القيامة، وسيكون متقدماً لهم وهم خلفه إلى جهنم.
  {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ٩٩} بسبب طاعتهم له واتباعهم حلت بهم لعنة الله سبحانه وتعالى في الدنيا، وسوف تتبعها لعنته يوم القيامة، ولعنته في الدنيا هي عندما أغرقهم في البحر وأخزاهم، وسلبهم النعم التي كان أنعم بها عليهم، ولعنته يوم القيامة هي عذاب جهنم وبئس المصير، والرفد المرفود(١) هو اللعنة تلو الأخرى.
  {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ} أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن تلك القصص التي قصصناها عليك هي من أنباء القرى التي كذبت رسلها.
  {مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ١٠٠} وأخبره الله سبحانه وتعالى أن بعض هذه القرى لا زالت آثارها قائمة إلى اليوم، وأن بعضها قد محيت وأزيلت.
  {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} تعذيب الله سبحانه وتعالى لهؤلاء المكذبين لم يكن ظلماً منه لهم، بل هم الذين تسببوا في هلاك انفسهم، وهم الذين ظلموا أنفسهم بارتكابهم الكفر والتكذيب.
(١) سؤال: هل للرفد المرفود معنى في أصل اللغة؟ فما هو؟ وما وجه التجوز باللعنة عنه؟
الجواب: الرفد في الأصل العون على الأمر، قال الزجاج: كل شيء جعلته عوناً لشيء وأسندت به شيئاً فقد رفدت به، ويقال: رفدته وأرفدته بمعنى واحد، وعلى هذا فمعنى الرفد المرفود هو العون المعزز بعون، والتجوز بإطلاق الرفد المرفود على اللعن هو من باب المجاز المرسل، والعلاقة الضدية.