محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 243 - الجزء 2

  {فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ} فلم تنفعهم تلك الآلهة التي كانوا يعبدونها، ويدعون أنها تنفعهم، وأنها سوف تشفع لهم.

  {وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ١٠١} أخبر الله سبحانه وتعالى عن حال هذه الأصنام بأنها لم تزد هؤلاء الذين يعبدونها إلا خسارة لأنفسهم في الدنيا والآخرة، ولم تنفعهم أي نفع.

  {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ١٠٢} أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه سيأخذ القرى الظالمة مثل ما أخذ أولئك من قبل؛ فلتحذر قريش أن يحل بها ما حل بهم، ولينتبهوا من غفلتهم، ويعتبروا بمن كان قبلهم.

  {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ} أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن في هذه القصص التي قصها عليه من أنباء الأمم المكذبة بأنبيائها عبرة لمن اعتبر، وعظة لمن انتفع بها، وخاف عذاب الآخرة، وأما أولئك الذين لا يخافون من الله سبحانه وتعالى فلن تنفع فيهم هذه العبر والمواعظ.

  وكان نبينا محمد ÷ قد سأل الله سبحانه وتعالى ألا يعذب أمته بمثل ما عذب به تلك الأمم السالفة، فاستجاب الله سبحانه وتعالى له ذلك ولكنه استثنى من ذلك بأسهم بينهم؛ فلن يرفعه عنهم، وسيكون عذابه لهم بتسليط بعضهم على بعض.

  {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ١٠٣} أخبر الله سبحانه وتعالى عن يوم القيامة الذي ذكر أنه سيعذب المكذبين فيه بأنه يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين، وسيحضره جميع الأمم السابقة واللاحقة من الملائكة والجن والإنس.

  {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ ١٠٤} ولم يبق لمجيئه إلا أوقات معدودة.