سورة هود
  {يَوْمَ يَأْتِ(١) لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ} عند حلول هذا اليوم واجتماع الناس فيه سيكونون مدهشين ساكتين لا يتكلم أحد منهم بكلمة إلا إذا أذن الله تعالى لأحد في الكلام.
  {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ١٠٥} الناس يوم القيامة فريقان، سيكون الأشقياء في جنب، والسعداء في جنب آخر، وسيميز الله سبحانه وتعالى بعضهم من بعض.
  {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ١٠٦} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن مصير الأشقياء والسعداء، فالأشقياء سيكون مصيرهم إلى النار.
  {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} ولن يخرجوا من النار أبداً، خالدين فيها مخلدين.
  {إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} أراد بذلك غير ما شاء ربك(٢) من أنواع العذاب الذي سيعذبون به من العقارب والحيات والزمهرير وغير ذلك، علاوة على الخلود.
  وليس المراد به أن الله سبحانه وتعالى استثنى ذلك من الخلود، وأنهم سيعذبون مدة، ثم يخرجون كما تزعمه بعض الفرق، والاستثناء هنا بمعنى غير.
  {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٠٧} وسيعذبهم بما أراد من أنواع العذاب {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ٣٠}[النبأ].
(١) سؤال: يقال: ما الوجه في حذف الياء في «يأت» مع أنه ليس مجزوماً؟
الجواب: حذف الياء والاجتزاء عنها بالكسرة لغة هذيل ونحوه قولهم: «لا أدرِ» حكاه الخليل وسيبويه. اهـ من الكشاف.
(٢) سؤال: في ذهني أن نظركم هذا موافق لتفسير الإمام الناصر أبي الفتح الديلمي # في البرهان وهو قوي جداً وهل من المناسب أيضاً أن تحمل الآية على ما ذكرناه سابقاً أنها كناية عن عظيم سيطرة الله سبحانه ونفاذ إرادته، وليس الاستثناء على حقيقته؟
الجواب: قد يصح ذلك، ويصح أن يحمل الاستثناء على أن المقصود به مدة الوقوف في المحشر قبل دخول النار. ولعل الذي ذكرناه أحسن المحامل.