محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة هود

صفحة 245 - الجزء 2

  {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} أخبر الله سبحانه وتعالى عن حال المؤمنين بأنه سيدخلهم الجنة خالدين فيها أبداً، وأن ذلك غير ما قد شاء من النعيم الذي سيزيدهم فيه؛ والمراد أنه سيعطيهم غير الخلود من التكريم والتعظيم والرضوان والنعيم الزائد على ما يستحقون، وليس المراد بالاستثناء أنه سيدخلهم ثم يخرجهم من الجنة، بل المراد به ما ذكرنا من النعيم الزائد على الخلود.

  {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ١٠٨} يعني غير منقطع.

  {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ} فلا تظن يا محمد أنت وأصحابك أن المشركين على حق، ولا يدخل الشك في قلبك من ذلك، فليسوا على الحق، واقطع أنهم أهل باطل وضلال.

  {مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ⁣(⁣١) آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ} ولا دليل لهم ولا حجة على عبادتهم ودينهم، وإنما يفعلون فعل آبائهم، فاسألهم يا محمد أن يأتوك بدليل يدل على أنهم على الحق إما بدليل حسي ملموس ومشاهد كالخلق والرزق، أو حجة يأتون بها من السماء إما وحي أو نحوه؟ ولن يأتوك بذلك أبداً.

  {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ ١٠٩} أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه سيوفي هؤلاء المشركين نصيبهم من العذاب الذي استحقوه من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.

  {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ} أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه قد أرسل موسى، وأنزل معه التوراة شاهدة بصدق نبوته، وأن أناساً آمنوا به، وآخرين كفروا وتمردوا عليه.


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: {كَمَا يَعْبُدُ

الجواب: جار ومجرور صفة لمصدر محذوف أي: إلا عبادة كعبادة آبائهم.