سورة يوسف
  {يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} ورأوا أنه لا حل لهم إلا أحد ذينك الأمرين لينفردوا بحب أبيهم، فلا يشغله أحد عنهم.
  {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ٩} أماني يتمنونها وهي أن يقتلوا يوسف، ويتخلصوا منه، ثم بعد ذلك يتوبون إلى الله سبحانه وتعالى من ذنبهم هذا، ويستغفرونه، وينتهي كل شيء.
  {قَالَ قَائِلٌ(١) مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} قيل إن قائل ذلك كان كبيرهم واسمه يهودا، وقد أشار عليهم بعدم قتله، وأنه يكفيهم أن يلقوا به في البئر وسيكفون شره، ومعنى «غيابة الجب»: ما غاب وأظلم في قعر البئر.
  {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ(٢) إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ١٠} أشار عليهم أخوهم الأكبر بذلك، وأنهم إذا ألقوه في البئر فسوف يأتي بعض المسافرين ليستقوا فيأخذوه معهم، وأخبرهم أن هذه هي الطريقة الأحسن للتخلص منه.
  {قَالُوا يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ١١} بعد أن ناقشوا خطتهم وما دبروه، بدأوا في تنفيذها؛ فذهبوا إلى أبيهم يتوددون إليه ليأذن لهم في أخذه معهم، وأظهروا أنهم لا يريدون له إلا الخير، وتعليمه فنون القتال والصيد، وأن يتفسح ويتنزه معهم فقط.
  {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ(٣) وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ١٢} وأن يخرج للعب
(١) سؤال: هل لتنكير القائل وإبهامه نكتة بلاغية؟ فما هي؟
الجواب: النكتة في تنكير القائل هي لإفادة الوحدة، أي: ليفيد أن القائل واحد.
(٢) سؤال: هل لفظ السيارة جمع سيار أو سائر؟ ولماذا لم يعبر بلفظ السائرين؟
الجواب: «السيارة» جمع سيَّار، أي: المبالغ في السير، ولم يعبر بلفظ السائرين؛ لأنهم يريدون ألا يلتقطه إلا أهل البلاد البعيدة دون أهل البلاد التي بالقرب منهم فكأنهم وضعوه في بئر على طريق المسافرين بعيدة عن أهل البلد.
(٣) سؤال: هل لفظة «يرتع» مأخوذة من الرتع أم من الرعي؟
الجواب: هو مأخوذ من الارتعاء، أي: أن مصدره الارتعاء، ويرتعي: يفتعل، من الرعي فهو مأخوذ من الرعي بزيادة تاء الافتعال.