محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يوسف

صفحة 256 - الجزء 2

  والنزهة والرعي، وعاهدوا أباهم على أنهم سيحفظونه، وسيحرسونه من كل مكروه إن أذن لهم في أخذه معهم.

  {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} لا أتحمل غيابه عن ناظري، ويصيبني الحزن كلما فارقني.

  {وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ١٣} وأخشى أن يفترسه الذئب وأنتم غافلون مشغولون ببعض ألعابكم.

  {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ ١٤} يطمئنون أباهم قائلين كيف أن الذئب يستطيع أن يأكله، ونحن مجموعة من الرجال الأشداء، وأنه إن فعل وأكله كنا خاسرين لرجولتنا كرامتنا.

  والعصبة: المراد بها المجموعة من الرجال الذين تعقد بهم عزائم الأمور والمهمات الصعبة.

  {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} تم لهم⁣(⁣١) ما أرادوا فأذن لهم أبوهم في أخذ يوسف، واتفقوا على أن يجعلوه في جوف البئر؛ فذهبوا به، ونفذوا مخططهم، ومعنى أجمعوا: عزموا على ذلك.

  {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ١٥} أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه يوسف وهو في جوف البئر بأنه سوف يلقى إخوته بعد زمان، وسوف يخبرهم بصنيعهم معه في وقت يكونون قد نسوا ذلك، وفعلاً قد تحقق ذلك بعد فترة من الزمان عندما أصبح عزيزاً لمصر، وأتوا إليه للميرة، فقال لهم: {هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ ٨٩} قال لهم ذلك وهم لا يعلمون أنه يوسف.

  نزل عليه جبريل بالوحي⁣(⁣٢) وهو في جوف البئر ليطمئنه فيها، ويؤنس وحشته


(١) سؤال: يقال: هل تريدون أن: «تم لهم ما أرادوا» هو جواب الشرط؟

الجواب: هو جواب الشرط أي: تَمَّ لهم ما أرادوا من وضعه في غيابات الجب.

(٢) سؤال: يقال: كيف جاءه الوحي وهو قبل البلوغ؟

الجواب: يقال: جاءه الوحي لإيناسه لا للتبليغ.