سورة العنكبوت
سورة العنكبوت
  
  {الم ١ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ٢}(١) أيظن المسلمون أنه يكفيهم الإيمان بألسنتهم فقط، فلا بد أن يختبرهم الله تعالى ويمتحن إيمانهم ذلك ليتميز صادق الإيمان ممن هو على خلافه، فيمتحنهم بالتكاليف(٢) ليظهر حالهم أمام الناس هل آمنوا حقاً أم لا، وأما هو تعالى فهو عالم بصادق الإيمان وضعيف الإيمان فلا يحتاج إلى اختباره وامتحانه، ولكنه تعالى أراد أن يظهر للناس صادق الإيمان من كاذبه، وكان السبب في ذلك هو كثرة الذين
(١) سؤال: هل الفعل «حسب» يحتاج إلى مفعولين؟ إن كان فأين هما؟ وما الفرق بين المصدرين «أن يتركوا» و «أن يقولوا»؟
الجواب: «حسب» تحتاج إلى مفعولين إلا أن «أن» المصدرية وما دخلت عليه في تأويل مصدر قد سد مسد المفعولين. والفرق بين المصدرين: أن الأول في محل نصب والثاني في محل جر بحرف جر محذوف تقديره: لأن يقولوا، وهو متعلق بيتركوا أو بالباء، ويكون متعلقاً بمحذوف حال من الفاعل، أي: متمسكين بأن يقولوا آمنا.
(٢) سؤال: يقال: ظاهر الآية أنها تأتي ابتلاءات جديدة فكيف؟ أم تريدون أنه يصدق بحدوث التكاليف في أول الإسلام وفي أيامنا بحدوث الاختلافات مع التخلية، وبالغناء والفقر والأولاد والزوجات، ونحو ذلك؟
الجواب: اختبر الله تعالى المسلمين الأولين بحدوث تكاليف جديدة فكان أول اختبار هو التكليف بالهجرة من مكة إلى المدينة؛ فافتتن بذلك قوم من المسلمين، ثم بعد ذلك اختبر الله المسلمين بعد أن كثر عددهم في المدينة بالجهاد؛ فافتتن قوم وظهر نفاقهم، وانكشفت حقائق إيمانهم، وقد ذكر الله تعالى أولئك في سورة آل عمران عند ذكره لغزوة أحد، وفي سورة الأحزاب، وغزوة الخندق، وفي سورة المنافقين، وفي سورة النساء، وسورة التوبة و ... إلخ. والاختبار مستمر إلى يوم القيامة، فمن أعظم الاختبار اختبار أهل الإسلام بولاية علي بن ابي طالب #، وبفضل أهل البيت $ وخلافتهم للرسول ÷، والاختبار بالفقر والغنى والصحة والمرض والخوف والأمن، ومن الناس من يفتتن في طاعة والديه أو في صلة أرحامه أو في جيرانه أو في الأمانة أو في الزكاة أو ... إلخ.