استراحة
  المعنى الذي قصده الرسول ÷ هو إرشاد أمته ÷ إلى دين الحق وطريق الصدق التي لا يضل سالكها، وقد كان ÷ على علم بما سيحدث بعد موته من الفتن والشقاق والتنازع والخلاف، فحذَّرَ ÷ من الفتن والخلاف والشقاق، ونزلت في ذلك الآيات.
  فمن هنا أوضح الرسول ÷ لأمته أهلَ الحق حتى لا يلتبس على الأمة دينها إذا حصلت الفتن، وتفرقت في دينها ومذاهبها.
  وحديث الثقلين واضح المعنى، لا يحتاج فهمه لأكثر من قراءته، والظاهر من كلام الأئمة الأولين أن المُراد بالعترة في حديث الثقلين ونحوه: السابقون، كأمير المؤمنين، والحسنين، وعلي بن الحسين، وزيد بن علي، ومحمد بن عبدالله، والقاسم، والهادي، وأشباههم من العترة $، ولا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، إما ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً، كما قال أمير المؤمنين #؛ لئلا تبطل حجج الله وبيناته.
  ففي كل عصر سابق بإذن الله هو حجة الله على عباده، وهو المقصود بالرجوع إليه في حديث الثقلين، فمن خالفه فقد ضل وهلك، وسواءً كان المخالف من العترة أم لا، فهو صاحب الهدى والحق، وجماعته جماعة الهدى والحق.
استراحة
  كتب معاوية إلى عمرو بن العاص وهو يومئذٍ بفلسطين:
  أما بعد، فقد كان من أمر عثمان بن عفان ما علمت، وإن علي