استراحة
  بن أبي طالب قد اجتمع إليه رافضة أهل الحجاز وأهل اليمن والبصرة والكوفة ... إلخ، ما في كتاب الفتوح ج ٢/ص ٣٨٢ مروياً بأسانيده عن أبي إسحاق والواقدي وابن مزاحم وغير هؤلاء.
  فقد سمى معاوية بن أبي سفيان كل أنصار علي الذين بايعوه سماهم رافضة، وقد حذا أهل السنة هذه السنة، فسموا من أحب عليًّا وشايعه رافضة إلى يومنا هذا.
  وفي كتاب كتبه زياد بن أبيه إلى يزيد بن معاوية لما بعث إليه برأس مسلم بن عقيل ورأس هانيء بن عروة: وقد بعثت برأسيهما مع فلان وفلان، وهما من أهل الطاعة، والسنة والجماعة، فليسألهما أمير المؤمنين عما يحب، فإنهما ذوا عقل وفهم وصدق. انتهى من المصدر السابق.
  قال ابن الأمير: إن أئمة الحديث إنما يعتمدون في الرواية صدق الراوي وإن أتى بأي بدعة، واستدل لذلك برواية البخاري، وأبي داود، والنسائي عن عمران بن حطان، ثم قال: وإن رسمهم لعدالة الراوي باشتراط عدم البدعة - كما في نخبة الفكر، وأصول الفقه - لم يتم لهم العمل عليه. اهـ من المنحة.
  قلت: فعلى هذا فإن أئمة الحديث لا يشترطون العدالة، ولا عدم البدعة، وهو كما قال، ولذا روى البخاري عن نحو عمر بن سعد بن أبي وقاص قاتل الحسين، وعن عنبسة بن خالد، ومروان بن الحكم، ووحشي قاتل حمزة، وزياد بن جبير الثقفي، وزياد بن علاقة، والسائب بن فروخ المكي، وحريز بن عثمان، وعكرمة، ونحوهم.