استراحة
  يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها من الدواب يوم الخميس، وخلق آدم # بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق من آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل». وقد روى هذا الحديث كذلك أحمد والنسائي عن أبي هريرة.
  وهذا الحديث مخالف لنص القرآن: {خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}[الأعراف: ٥٤]، وقد قال البخاري وابن كثير وغيرهما: إن أبا هريرة قد تلقى هذا الحديث عن كعب الأحبار، ذكر ذلك في كتابِ [أضواء ص ٢٠٩]، وفي تفسيرِ ابن كثير في سورة الأعراف في تفسير آية: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}[الأعراف ٥٤] [ج ٢/ص ٢٢٠].
  فالحق أنه ليس كل ما اشتمل عليه الصحيحان بصحيح، ولا ما صححه غيرهما أيضاً كأهل السنن والمسانيد.
  فصحة كتاب البخاري مثلاً لازمة له فقط، ومقصور عليه العمل بها، وكذلك مسلم وسائر الأئمة، فإذا كانوا عدولاً - أعني أئمة الحديث - فاللازم هو قبول رواياتهم، لا قبول آرائهم وأحكامهم بصحة الحديث أو حسنه أو ضعفه؛ لأن ذلك ليس من الرواية في شيء، بل هو نظر منه واجتهاد لا ينبغي التقليد فيه والتعويل عليه، وتلك هي الإمَّعة المذمومة عقلاً وشرعاً، قال الشاعر:
  ولست بإمعة في الرجال ... أسائل هذا وذا ما الخبر
  فوظيفة أئمة الحديث أن يسردوا لنا الأخبار بأسانيدها، وعلينا نحن أن ننظر في أسانيدها، فما صح للناظر عمل به.