اختلاف الأمة
  قد صححا الحديث كما قال المتسنن - فإنه يجب على جميع طوائف المسلمين أن يقلدوهما؟ وهل ترى أنه سيقتنع بقية الطوائف بهذه الحجة؟ لا أراهم سيقتنعون.
  ثم إذا أجاب الزيدي مثلاً أو الجعفري وقال: بل الحق ما قلناه نحن، واستدلوا على ذلك برواية الإمام زيد بن علي أو الإمام جعفر الصادق، بالإسناد عن آبائهما عن النبي ÷، فهل سيقتنع السني بهذا الاستدلال؟ لا أراهم سيقتنعون.
  فمَن هو الأولى بالحق من طوائف المسلمين؟ مع العلم أن كل واحدة من طوائف المسلمين تعتقد أنها على سنة النبي ÷، وأن ما عندها من الأحاديث هي السنة الصحيحة التي كان عليها النبي ÷ وأصحابه.
  ثم نسأل هذه الطوائف ثانيًا: هل حُفِظَتْ سنة الرسول ÷ كما حفظ القرآن؟
  الجواب: لا أرى أهل الطوائف يجيبون على هذا السؤال إلا بالنفي؛ فإن المعلوم أن السنة لم تُكتب في زمان النبي ÷، وأنها لم تُدَوَّنْ إلا في زمان التابعين وتابعيهم، ولو كانت محفوظة كما حفظ القرآن لم يقع فيها خلاف ولا اختلاف.
  ثم نسأل أهل الطوائف: مَن منكم على مثل ما كان عليه النبي ÷ وأصحابه؟ ومَن الذي هو متبع لسنته فعلاً؟
  أجابت كل طائفة بأنها هي التي على ذلك، وملتزمة بذلك.