محاكمة
  ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ...» إلخ، ذكر هذين الحديثين في مختصر العقيدة، مستدلاً بهما على ذلك.
  ويستدلون أيضاً بقولهم: إنهم هم أهل السنة والجماعة، والكثرة الغالبة، وإنهم أهل التوحيد، ومذهبهم مذهب السلف والخلف في كل عصر ومصر.
  قلنا في الجواب:
  أولاً: الحديث الأول يدل على أن الفرقة الناجية هي مَن كان على مثل ما كان عليه النبي ÷ وأصحابه، وهذا صحيح لا شك فيه، سواءً قاله النبي ÷ أم لم يقله، فمن كان على مثل ذلك فإنه مهتدٍ بنص القرآن، ولكن الحديث لم يُعيِّن أنكم - أيها المتسننون - المقصودون، فغيركم يدعي كما تدعون، ويعتقد كما تعتقدون.
  وثانياً: الحديث الثاني يدل على طائفة غير محددة، وليس فيه أنكم الطائفة الناجية.
  وعلى الجملة فهذان الحديثان لا يدلان على ما ادعيتم لا من قريب ولا من بعيد، فكل طائفة تقول: إنها على مثل ما كان عليه النبي ÷ وأصحابه، وإنها الطائفة الظاهرة بالحجة على من سواها، فما زلتم في حيز الدعوى.
  وثالثاً: تسميتكم بأهل السنة والجماعة، وأنكم أهل التوحيد ليست بدليل، فلا بد أن تصحبوا هذه الأسماء بالتدليل، وإلا فلا زلتم في حيزِ الدعوى.
  ثم قُلنا للزيدية: هلموا الدليل على دعواكم أنكم أهل السنة الحقة؟