صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

محاكمة

صفحة 26 - الجزء 1

  فقالوا: إن من حججهم على دعواهم قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».

  ثم قالوا: إن هذا الحديث رواه أئمة الزيدية، ورواه أهل السنة وصححوه، وكذلك هو مروي عند الإمامية، فلم نختلف نحن وهذه الطوائف في هذا الحديث، فهو صحيح عند الجميع، وبما أنه بهذه المنزلة من الصحة فقد عملنا بمقتضاه، وتمسكنا بالكتاب والعترة، وعلمنا أن العترة لا تفارق الكتاب أبداً، وأننا حينئذٍ لا نضل أبداً.

  فإن قيل في الجواب: إن أهل البيت يطلق على القرابة، وقرابة النبي ÷ هم بنو هاشم جميعاً، ويطلق على الأزواج، ويطلق على الأمة، كما في حديث: إن آل كسرى يجزون لحاهم، ويوفرون شواربهم، وإن آل محمد يجزون شواربهم، ويوفرون لحاهم، أو كما قال ÷.

  قلنا: في هذا الحديث ذكر العترة وأتبعها بأهل البيت؛ رفعاً لما يتوهم مما ذكرتم، والعترة لا تطلق على ما ذكرتم، وقد روت طوائف الأمة أن النبي ÷ جمع عليًّا وفاطمة والحسن والحسين تحت كساء، ولفهم تحته حين نزل قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}⁣[الأحزاب ٣٣]، فقال ÷: «اللهم هؤلاء أهل بيتي،