صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

محاكمة

صفحة 27 - الجزء 1

  فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً». وفيه: فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله، فقال ÷: «أنت على مكانك، وأنت إلى خير».

  ومن أراد معرفة صدق رواية هذا الحديث فعليه بتفسير ابن كثير في سورة الأحزاب، وممن رواه مسلم في صحيحه.

  أما كتب الزيدية والإمامية التي ذكرت تفسير هذه الآية فقد أجمعت على ذلك، وعلى الجملة فقد أجمعت الطوائف على صحة هذه الرواية.

  قالوا في الجواب أيضاً: روي عن النبي ÷ رواية أخرى تذكر بدل «كتاب الله وعترتي»: «كتاب الله وسنتي».

  قلنا في الرد عليهم: من المعلوم أن النبي ÷ قد ترك الكتاب والسنة، سواء صح الحديث أم لم يصح، وهو دليل على أنه يجب العمل بالكتاب وسنة الرسول ÷، وهذا لا خلاف فيه بين جميع المسلمين، إنما الخلاف في تعيين حَمَلَةِ السنة مَن هم؟

  فالزيدية قالوا: هم أهل البيت، وأهل السنة قالوا: هم أهل السنة والجماعة، والزيدية قد استدلت على دعواها بحديث مسلمٍ: «كتاب الله وعترتي أهل بيتي»، فجاءت بهذا الحديث تصديقاً لدعواها أن الحق بيدها، وأن السنة الصحيحة ما رواه أئمتها.

  وأيضاً لا تدافع بين الحديثين ولا منافاة، مع أن حديث: «وسنتي» ضعيف، والأول صحيح، وإني لأعجب من أهل السنة والجماعة وكثرة ترديدهم لحديث: «كتاب الله وسنتي»