صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

الضلال البعيد

صفحة 31 - الجزء 1

  السنن تدل على أن مذهب الزيدية هو الدين الحق جُملةً وتفصيلاً.

  فلو لم يكن للتدليل على أن أهل البيت هم أهل الحق إلى يوم القيامة، وأن متبعهم في الطريق الصحيح - إلا هذا الحديث الصحيح الذي روته طوائف الأمة، ورووا أيضاً حديث الكساء الذي يُعين مَن المراد بأهل البيت، وممن روى ذلك مسلم في صحيحه، فيا ليتني أدري لماذا عدل أهل السنة والجماعة عن مذهب أهل البيت؟ وليتهم وقفوا عند هذا الحد، بل تجاوزوه، فنسبوا مذهب الزيدية وأئمتهم إلى البدعة، وقالوا: إنه مذهب ضلال، ومذهب رفض، ومذهب قدري، وربما قالوا: إنه مذهب شركي ووثني، ومذهب تعطيل؛ وكل هذا لأن أهل البيت خالفوا أهل السنة والجماعة في عقيدتهم.

  هذا، وربما جادلوا وقالوا: إنهم فهموا هذه العقيدة من الكتاب والسنة.

  قلنا: وأهل البيت فهموا من الكتاب والسنة، ورسول الله ÷ قد زكَّى أهل بيته، وقرنهم بكتابه في حديث الثقلين، وأنتم يا أهل السنة لم يزكِّكم رسول الله ÷، فلم يذهب عنكم الرجس، ولم يطهركم تطهيراً، ولم يقل لكم النبي ÷: أذكركم الله في أهل السنة والجماعة، ولم يقرنكم بالكتاب، فلماذا حكمتم لأنفسكم بالهدى، ولأهل البيت ومتبعهم بالضلال؟