شبهة
  و «من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ...»، إلى غير ذلك مما يدل على ما نقول.
  والجواب والله الموفق: إن هذا مُجرد إعلام ودعاية، وترويج قد يروج في أسواق العوام وعند بعض المغفلين، أما العلماء فلا يرفعون لمثل هذا رأساً، ولا يقيمون له وزناً، وسنتكلم على ذلك فنقول:
  الكثرة هي التي أدرتم عليها الاستدلال، واستندتم إليها في ظاهر الحال، وهي ليست دليلاً؛ لأن الأدلة الشرعية معروفة وليست الكثرة منها، بل ربما تكون الكثرة من علامة الباطل ودلائله؛ فاستدلالكم بالكثرة هو عليكم لا لكم، وكم في القرآن الكريم من ذم الكثرة ومدح القلة، كقوله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[يوسف ١٠٣]، {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ ١٣] {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ}[البقرة ٢٤٩].
  ومن السنة ما جاء في خير القرون قوله ÷ في الحديث الصحيح: «لا أراه ينجو منهم إلا مثل همل النعم»، أو كما قال ÷، وقوله ÷ على العموم: «الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة».
  والمتتبع لقصص الأنبياء في القرآن يجد صدق ما ذكرنا، فلو استدل مستدل بالكثرة على بطلان أمر لما كان بعيداً، وذلك ما ذكرنا من النصوص على ذم الكثرة ومدح القلة.
  وقوله: وعلماء السنة وأئمتها كانوا لا يأخذون عن أهل البيت، ولا عن أشياعهم؛ لسوء عقيدتهم وقولهم بالقدر،