صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

القدر

صفحة 36 - الجزء 1

القدر

  القدر كلمة ذم، وقد جاءت الرواية عن الرسول ÷: «القدَرية مجوس هذه الامة»، وكل الطوائف تتبرأ من هذا الاسم وتنسبه إلى غيرها، فأهل السنة يرمون بهذا الاسم الزيدية والإمامية والمعتزلة، وهؤلاء يرمون أهل السنة به.

  واستدل أهل السنة لبراءتهم من هذا الاسم بأنهم مؤمنون بالقدر، وقائلون به، ومثبتون له، فلا يحصل في الكون من حركة أو سكون، أو طاعة أو معصية - إلا والله فاعل ذلك وخالقه ومريده، لا فعل للإنسان البتة، وهذا معنى القدر، فاعتقدوا أنهم ما داموا كذلك فليسوا هم القدرية.

  ثم استدلوا على دعواهم بأن الزيدية والإمامية والْمُعتزلة هم القدرية بأن هؤلاء ينفون القدر، وينزهون الله عن فعلِ المعاصي، ويحمِّلون الإنسان مسؤولية العصيان، ولا ينسبون شيئاً من معاصي العباد إلى قدر الله تعالى وفعله وخلقه، إذاً فالزيدية، ومن قال بمقالتهم هم القدرية الوارد ذمها في السنة الصحيحة.

  قلنا في الجواب: القدرية نسبة إلى القدر، والنسبة عند العرب تحصل من الإثبات لا من النفي، فالصحيح أن القدرية اسم لمن يثبت القدر، لا لمن ينفي القدر، ألا ترى إلى هذه النسب «الدهرية - اليهودية - النصرانية - الوثنية - المسيحية - السبأية - الزيدية - السنية»، فما قولهم هذا واستدلالهم إلا من قلب الحقائق الواضح بطلانه لذوي العقول السليمة، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}⁣[الحج ٤٦].