صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

القدر

صفحة 37 - الجزء 1

  وأما نسبتهم الزيدية إلى أنهم ينفون القدر فليس الأمر كما زعموا، فالزيدية اعتمدوا في تفسير القدر على تفسير الرسول ÷ وأخذوا به، فقد جاء في حديث الإيمان: «وأن تؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى»، وفسره النبي ÷ بما معناه: أن تؤمن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فهذا التفسير النبوي هو الذي تأخذ به الزيدية، وتعتمد عليه، وهو عندها من تمام الإيمان، وجاء ذكره في القرآن في قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ٢٢ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ..} الآية [الحديد].

  وأهل السنة يقولون: إن المعاصي والآثام التي يفعلها العباد من الله تعالى، وإنه هو الذي خلقها وأوجدها، لا فعل للعبد في ذلك، والتصديق بذلك عندهم من تمام الإيمان، ويستندون في ذلك إلى الحديث والآية، وذلك لا يدل على قولهم لا من قريب ولا من بعيد؛ وذلك لأن الرسول ÷ قال: «ما أصابك لم يكن ليخطئك»، ولم يقل: ما أصبت أيها الإنسان لم تكن لتخطئه، وفَرْقٌ واضح بين: «ما أصابك» وبين «ما أصبت».

  والخلاف الذي بين الزيدية وأهل السنة هو فيما فعله الإنسان، فالزيدية قالوا: إنه ليس مما دخل في الحديث والآية، وأهل السنة قالوا: إنه مما دخل في الحديث والآية.