صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

تفسير لحديث الثقلين

صفحة 39 - الجزء 1

  {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}⁣[الشعراء].

  ثُم بين النبي ÷ ما أجمله أولاً في لفظة «ما» بقوله: «كتاب الله وعترتي أهل بيتي»، وهذا يدل على الاعتناء من النبي ÷ بالثقلين، والتنويه بشأنهما، فإنه حين أبهم عليهم أولاً فقال: إني تارك فيكم شيئاً إن تمسكتم به لن تضلوا أقبل السامعون وفتحوا آذانهم، وأصغوا إلى خطاب الرسول ÷ مترقبين لسماع هذا الشيء المبهم الذي من تمسك به نجا، فعند ذلك ألقى النبي ÷ في هذه الآذان المتلهفة والمترقبة - ألقى تفسيرَ ذلك المبهم وتفصيلَه، فقال ÷: «كتاب الله وعترتي أهل بيتي».

  وقوله: «وعترتي أهل بيتي» فيه توضيح للمقصود بأهل البيت، فإن الأزواج لا يقال لهم عترة، وكذلك لا يُقال لمن قرابته بعيدة عترة وإن سُمُّوا أهل بيت.

  والعترة مأخوذةٌ من العتيرة، وهي الكرمة التي يخرج منها العنقود، ومن هنا فقد أطلقت العترة لغة على قرابة الرجل الأدنون.

  ثم قال الرسول ÷ في آخر الحديث: «إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» وفي هذا تسكين لوساوس النفوس، وقطع للمعذرة، وأن ما عهده ÷ للأمة لم يقله من قِبَلِ نفسه، وإنما تلقاه من اللطيف الخبير الذي لطف علمه، فخَرَقَ حُجُبَ الغيوب، وعلم بما كان وما سوف يكون، وخَبِرَ ببواطن الناس وظواهرهم، وضمائرهم وأسرارهم،