صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

سبب العداوة لمذهب أهل البيت

صفحة 44 - الجزء 1

  والأعياد، ومن فوق المنابر، وفي الخطب والمناسبات والمجالس الجامعة، وشَبَّ على ذلك الصغير، وهرم عليه الكبير، ومضت على ذلك الشهور والأعوام المتطاولة والدهور، فصار عند المُسلمين لعن علي # من جُملة الدين، وصار شيعته من المقبوحين؛ فكان مَن اتُّهِمَ بحبِّ علي # يُمحى اسمه من ديوان المُسلمين، فيُحرم من العطاء، وكان لا تقبل له شهادة، هذا إن ساعده الحظ وسلم من السيف، وإلا فإن العقوبة الْمُقررة آنذاك قتلُ الشيعة، وخرابُ بيوتهم، وأخذُ أموالهم، وقَرَّرتْ هذه المعاملةَ الدولةُ الأموية والدولة العباسية، وعلى ذلك نشأ طلبة العلم والعلماء، وماتوا عليه، وكان من العادات التقليدية آنذاك أن تُختم مجالس العلم بلعن علي #.

  ومن هُنا فإن أئمة الحديث من أهل السُنة كانوا لا يقبلون رواية الشيعة، مع قبولهم لرواية النواصب الذين يلعنون عليًّا #، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: قد كنت أستشكل توثيقَهم - أي: أئمة الحديث - النواصبَ غالباً، وتوهينَهم الشيعةَ مُطلقاً، ولا سيما أن عليًّا ورد في حقه «لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا مُنافق» ... إلخ.

  فنشأت المجتمعات الإسلامية في طول البلاد وعرضها على بُغض علي وأهل بيته وشيعتهم، ولعنهم وشتمهم، ورميهم بالقدر والرفض، فلا تُقبل شهادتهم، وأهل الحديث لا يرتضونهم.