صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

عمر بن عبدالعزيز

صفحة 47 - الجزء 1

  وَالإِحْسَانِ ..} الآية التي قدَّمنا [النحل ٩٠].

  ثم أمر برد المظالم والإقطاعات؛ فردَّ إلى كل ذي حقٍ حقه، فَنَعِم أهل العصر بالعدل. ومما أمر برده من ذلك أرض فدك، فقد ردها على أولادِ فاطمة &، وبسبب أعماله الإصلاحية هذه فقد نظمه المؤرخون في سلك الخلفاء الأربعة، فجعلوه خامسهم.

  هذا، وقد لقيت هذه الأعمال الإصلاحية التي قام بها عمر بن عبدالعزيز الرضا الكبير بين علماء الأمة من الأولين والآخرين، فملأت كتب الأخبار بالذكر الجميل والثناء الحسن، والمدائح البليغة، وما ذلك إلا أنه أقام العدل الذي هضمته الجبابرة، ومن ذلك رده لفدك إلى أولاد فاطمة &، وقد كانت فدك في يد فاطمة بنت محمد ÷، فلمَّا مات النبي ÷ أخذها أبو بكر من يدها، فجاءت إلى أبي بكر تحتج، فقال أبوبكر: إنه سمع النبي ÷ يقول: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة»، فقالت: إن رسول الله ÷ أعطاها فدك في حياته نحلة ... إلخ، فلم يقبل أبوبكر منها حجة، وكانت احتجت بقوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}⁣[النمل]، واحتجت على النحلة بشهادة علي وأم أيمن،

  ومن يكن القاضي له من خصومه

  أَضَرَّ بِهِ إقراره وجحوده

  هذا، وَرَدُّ عُمر بن عبد العزيز فدك إلى أولاد فاطمة يدل على أنها أُخذت من يد فاطمة & بغير حق وبالباطل. وحين مات عُمر بن عبد العزيز أخذها بنو أمية من يد أولاد فاطمة.