السكوت
  وأخْذُ فدك من فاطمة مُنكر؛ والدليل على ذلك أنها & غضبت لذلك، وماتت واجدة على آخذي فدك، وأوصت ألا يُصلي عليها الشيخان، وأن تُدفن ليلاً، وكل ذلك معلوم، وقد سمعت ما كتبنا عن النبي ÷ مما رواه أهل الصحاح من قوله ÷: «إن الله يغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها».
  فإذا كان أبوبكر وأصحابه قد أغضبوا فاطمة فإنهم قد أغضبوا الله تعالى، وأي منكر أعظم مما يؤدي إلى غضب الله، ونعوذ بالله من غضبه، فهل يا ترى أن أبا بكرٍ وأشياعه الذين يغالون في قداسته - هل تراهم قاموا بوصية النبي ÷ التي يقول فيها في حديث مسلم الذي رواه في الصحيح: «أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشرٌ يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به»، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثُم قال: «وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» - هل تراهم ذكروا الله في أهل بيت النبي ÷؟
  فإن قيل: قال الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٣٤}[البقرة].
  قُلنا في الجواب: الآية ليست مما نحن فيه، ولا تدل عليه، فالآية تدل على أن لكل أمة عملها، ولن يُسْأل أحد عن ذنب أحد، وما نحنُ فيه هو مما يتعلق بنا، ونعمله بجوارحنا، فالمدافعة والرضا هي من أفعالنا، وسنُسأل عنها.