دعاية وترويج
  أن الطعن على صحابة الرسول ÷، وذكرهم بما يخل بإيمانهم - يتصورون ذلك تنقيصاً في عظمة الرسول ÷، وهتكاً لكرامته.
  فربما راجت هذه الدعاية عند العامة، وبين ضعاف العقول فقط، أما بين طلبة العلم فليس لها سماع ولا قبول، بل إنهم يرون من خلالها ضعف عقلية قائلها، وقلة معرفته، وأنه من الصنف الذين يكتفون بالأوهام، ومِن الأقرب شبهاً بالأنعام، ومِن إخوان الأُميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هُم إلا يظنون.
  ليس لهذه الدعاية دليلٌ من كتاب ولا سنة، ولا حتى من عمل الصحابة أنفسهم، فقد كانوا لا يعرفون هذه الكرامة التي ابتدعها أهل السنة، فقد كان يسب بعضهم بعضاً، ويلعن بعضهم بعضاً، ويقتلُ بعضهم بعضاً، كما ذلك كله معروفٌ ومشهور، وهم خير القرون، ففيهم العاصي والمُطيع، والمؤمن والمُنافق؛ بدليل قول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ..} الآية [التوبة ١٠١].
  إذًا ففي أهل المدينة الساكنين فيها منافقون تمرنوا على النفاق، لم يتعرف عليهم الرسول ÷ لحذقهم في النفاق وتمرُّنهم عليه، وهؤلاء المُنافقون هم غيرُ أولئك الذين اشتهروا بالنفاق مثل عبدالله بن أُبي وأصحابه.
  وقال سُبحانه لأهل غزوة أُحد: {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ}[آل عمران ١٥٢]، وقد جلد رسول الله ÷ حمنة بنت جحش، وحسان بن ثابت، ومسطحاً، حين نزل فيهم قوله