الشخصية الحقيقية لأهل السنة
  وبناءً على هذا فإن الظاهر أن المقصود بالسنة في قولهم: «أهل السنة» هي سُنةُ معاوية لا غير، وأنها كلمةُ حقٍ يُراد بها باطل، وهذه السنة عند القوم - كما ترى، وكما ذكره في تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني - مبنية على عداء آل الرسول ÷، ممن كان يبغض عليًّا # ويلعنه.
  وقد ذكرنا نماذج من رجال البخاري الذي يقولون عنه: إنه أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، وذكرنا قول صاحب التهذيب: إنهم يوثقون الناصبي غالباً، ويوهنون الشيعة مُطلقاً، وهذه هي سُنة معاوية قطعاً، فإنه هو الذي كان يبغض عليًّا ويلعنه، ويأمر بذلك، وقد جعل ذلك سنة سار عليها الأمويون وأشياعهم سلفاً وخلفاً، وكان يكرم ويعظم من يبغض عليًّا وأهل بيته، ويعطيهم الجوائز الكبيرة على ذلك، وحاشا سُنة رسول الله ÷ من هؤلاء المنافقين، فإنهم عنها بمراحل، فسُنة رسول الله ÷ الثابتة عند جميع المُسلمين: أنه لا يبغض عليًّا إلا مُنافق، ولا يُحبه إلا مؤمن.
  وقد روى هذا الحديث علماء أهل السنة، فرواه مسلم في صحيحه في أول الجزء الثالث بسنده عن زِرٍّ، قال: قال علي: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إليِّ أنه لا يُحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا مُنافق)، وهو في سنن النسائي، ورواه أحمد في مسنده، والطبراني، وهو في سُننِ الترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح، ورواه أبو نعيم بسنده، وقال: هذا حديثٌ صحيح رواه جماعة. وهو مروي في كتب الزيدية والإمامية.