الشخصية الحقيقية لأهل السنة
  فانظر إلى هؤلاء الذين يُسمون أنفسهم أهل السُّنة كيف يجرحون من عَدَّلَه النبي ÷، ويوثقون من جرحه النبي ÷. وهل هذه إلا سُنة معاوية بن أبي سُفيان!
  من هُنا يتبين أن المُراد بالسنة عندهم هي سنة معاوية، لا سنة الرسول ÷.
  ويزيدك بصيرةً فيما قُلنا أنَّ بغض علي ولعنه، وبُغض الحسنين ولعنهما، وقتل الحسين - لا يضر فاعل ذلك، بل هو ثقة عدل، ورواية مَن كان كذلك مقبولة، بل لا يكاد أئمة الحديث يوثقون إلا من كان كذلك، كما ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب من أنهم يوثقون الناصبي غالباً، ويوهنون الشيعي مُطلقاً.
  ومن هُنا أيضاً نعلم أن المقصود بالصحابة الذين لا يجوز ذكرهم ولا سبهم، ولا ذكرهم بأعمالهم إنما هم مُعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو موسى، وسمرة بن جندب، وأمثالهم ممن كان يلعنُ أهل البيت، ويبغضهم، ويُحاربهم بالقول والفعل، أمَّا علي والحسن والحسين - وإن كانوا صحابةً وقرابةً وأهل بيت النبي ÷ - فسبُّهم ولعنُهم لا يضر المُسلمَ، بل ذلك مما يزيد فاعله عدالةً وثقةً وكرامة بين أهل السنة، كما ذكر ذلك ابنُ حجر فيما قدمنا نقله عنه، ويروي لهم أهل الصحاح، ويُطلق عليهم أهل السنة والجماعة، ويُطلقُ على مروياتهم أنها أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، {ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}[التوبة ٣٠].