الرافضة الحقيقيون
  بالإمام، وإنما الإمام جعفر الصادق ابنُ أخيك، فقال: اسألوه، فإذا قال إنه الإمام فهو الإمام، قالوا: لا نجد رسولاً إلى المدينة، قال الإمام زيد: هذه أجرة رسول، قالوا: إنه يداريك، قال الإمام زيد: ويحكم إمام يداري ... إلى آخر الرواية، أو كما قال.
  وزيد بن علي @ هو إمام الزيدية، وهم أعرف بمذهب إمامهم، «وصاحب البيت أدرى بالذي فيه»، وتلك الرواية التي ذكرها أهلُ السنة لا تعرف في كتب الزيدية سلفهم وخلفهم، وعند التعارض تُرَجَّحُ روايةُ الزيدية؛ لأنهم أعرفُ بمذهب زيد، وهو إمامهم.
  مع أنه قد اتفقت الروايتان عند السنة وعند الزيدية أنهم سُمُّوا رافضة لأنهم رفضوا الإمام زيداً، ورفضوا الجهادَ معه، وهذا هو سببُ تسميتهم رافضة كما في الروايتين، فعلى هذا فأهل السنة أحق بهذا الاسم، وهم به أولى؛ لأنهم يرفضون أهل البيت، وما جاء من السنة فيهم، ويرفضون إمامَتَهم والجهادَ بين أيديهم، بل إنهم يُحاربونهم قولاً وفعلاً، ولا يقبلون رواياتهم ولا روايات من أحبهم وناصرهم، بل إن ذلك مما يُجرح به المسلم عندهم.
  فقد رفضوا ما جاء من السنة في محبة أمير المؤمنين وتقديمه على الصحابة، ووجوب مودة الحسن والحسين واتباعهم، والجهاد معهم، ووالوا أعداء أهل البيت، والشاتمين لهم، واللاعنين لهم، والسابين لهم، والدليل رواية البخاري عنهم.