التعليق:
  فرقةِ أهل الإسلام، المنهيِّ عنها بصرائح القرآن؛ إذ لو أخذ المقلد عن غير معين لاجتمع المسلمون على إمامهم الأول رسول الله ÷، وكان في أقواله وأفعاله غُنية عن قول كل إمام، ولكن هكذا فليكن الاجتهاد لتقويم البدع، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
التعليق:
  كلام الجلال هذا صادر عن وهم وجهل أو تجاهل؛ فالتمذهب ليس منهيًّا عنه، المنهي عنه - أيها الجلال - هو مخالفة الحق المتمثل في الكتاب والعترة، فمن خالفهما ضل وهلك، سواءً كان ملتزماً لمذهب إمام معين أم لا، فهذا هو الذي يمكن أن تقام عليه البرهنة القاطعة من الكتاب والسنة، ولو لم يكن إلا حديث الثقلين لقامت به الحجة لله على عباده، ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
  قوله: إذ لو أخذ المقلد عن غيره معين لاجتمع المسلمون ... إلخ كلام بناه على الحدس والظن والتخيل؛ فقد تصور الجلال أن المقلد إذا أخذ دينه عمن هب ودرج، واقتدى بدين أي ناعق، ومال مع أي ريح، إذا فعل المقلد كذلك فإن المسلمين سيجتمعون، وسيرتفع الخلاف في أمة محمد ÷، وهذا يدل على نقص في العقل، وذلك أن الإمَّعة من الأخلاق السافلة عند أهل العقول السليمة، ألا تسمع إلى قول الشاعر:
  ولست بإمعة في الرجال ... أسائل هذا وذا ما الخبر