التعليق:
  ونزيدُ تأكيداً لما سبق من أن عليًّا # هو أفضل الصحابة قولَه ÷ في الحديث المروي في الصحيحين وغيرهما: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما»، وقد ثبت أن أهل الجنة كلهم شباب، وقد ثبت في هذا الحديث أن الحسنين هما أفضل شباب الجنة، وأبوهما خيرٌ منهما وأفضل، فيدلُّ الحديث على أن عليًّا # أفضل من الحسنين ومن جميع الصحابة، وأن الحسنين أفضل من سائر الصحابة.
  هذا، وفي كُتب أهل السنة والجماعة مما يدل على هذا المعنى كثير وكثير.
  نعم، الزيدية أخذت بنصوص السنة، فحين صحت لها هذه السنن وغيرها عملت بها وصدقتها، فلم تُقدم الزيدية ولم تؤخر، وإنما النصوص النبوية هي التي قدمت وأخرت، وهي التي خصت عليًّا # بتلك المزايا، وحلته بتلك الفضائل، وأحلته تلك المنازل، ومن أجل إيمانها أيضاً بآيات القرآن التي منها قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ..} الآية [الأحزاب ٣٦]، فمن أجل هذا وهذا فإنها لم ترَ إلا الرضا بما قضى الله ورسوله في علي وأهل بيته أو العصيان والكفران، فاختارت الرضا بالقضاء، رضي من رضي وكره من كره.