صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

التضليل والتبديع

صفحة 73 - الجزء 1

  الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}⁣[الأحزاب ٣٣] جمع عليًّا وفاطمة والحسن والحسين تحت كساء، ثُم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ...» إلخ؛ فحين سمعنا هذه البينات القواطع علمنا أن الذين سلكوا منهج أهل البيت، وساروا في طريقهم، وأخذوا دينهم عنهم - هم أهل الحق، وقُرناء القرآن لا يُفارقونه إلى يوم القيامة.

  وزيادة على ما قدمنا من الأدلة فقد أوجب الله تعالى مودتهم في كتابه الكريم، في قوله تعالى: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى ٢٣]، فروى البخاري ومسلم عن ابن عباس وسعيد بن جبير أن المراد قرابة النبي ÷: علي وفاطمة وابناهما. هذا لفظ الحديث أو معناه. وكذلك هو مروي في غير الصحيحين من كتب أهل السنة مرفوعاً إلى النبي ÷، وهو من الروايات الصحيحة عند الزيدية والإمامية.

  وممن رفعه أحمد في مسنده، والطبراني في الكبير، وابن أبي حاتم، والحاكم، والواحدي في الوسيط، وأبو نعيم، والثعلبي.

  فقد وجبت مودة أهل البيت بنص القرآن، وفسرته صحيح السنة، فإذا أمر الله بمودتهم فإنا نعلم أنهم ليسوا من أهل البدع والضلال؛ لأن الله سُبحانه قد علم ما كان وما سيكون، فلو علم الله تعالى أنهم من أهل الضلال حالاً أو استقبالاً لم يأمر بمودتهم؛ لأنه تعالى لا يأمر بمودة المشاقين لله ورسوله، كما ذلك معلوم في نصوص القرآن، كما في قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ