بحث في الصحابة
  ذلك قياماً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي وصف الله تعالى هذه الأمة به، فقال: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ..} الآية [آل عمران ١١٠].
  وأما محبة علي وأهل البيت فقد قدمنا ما يدل على أن الرسول ÷ هو الذي أمر بها، وحث عليها - من رواية الصحيحين، فارجع إلى ذلك.
بحثٌ في الصحابة
  الصحبة للرسول ÷ نعمة من الله سبحانه وتعالى، وفضيلة اختص بها أهل تلك الفترة الكريمة، ولكن هل تعطي الصحبة صاحبها حق الحصانة، وتؤهله لتلك الخصائص والميزات التي يذكرها أهل السنة والجماعة؟ أم أن الصحبة لا تحجز عن صاحبها، ولا تدفع عنه استحقاق ذم ولا عقاب كما يقوله الزيدية؟ فمَن أتى كبيرةً ولم يتب فإن الصحبة لا تغني عنه شيئاً، ولا تدفع عنه استحقاق ذم ولا عقاب.
  ومع هذا الاختلاف فإن الواجب الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله المُجمع عليها؛ لأن ذلك هو الحكم الفاصل، وتماماً كما قال تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ ..} الآية [النساء ٥٩].
  فقال أهل القول الأول - وهم أهل السنة والجماعة -: قد جاء في ذكر الصحابة من الكتاب والسنة ما يدل على ما قُلنا، فقد قال الله تعالى: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ