صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

بحث في الصحابة

صفحة 79 - الجزء 1

  بالثواب يشترط لبقائه استمرار التقوى، فإن لم تستمر التقوى لم يستمر الرضوان، والدليل على ذلك قوله تعالى لأهل بيعة الرضوان: {فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}⁣[الفتح ١٠].

  ومن هُنا يقول الله تبارك وتعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ ..} الآية [هود ١١٢]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ..} الآية [فصلت ٣٠].

  إذاً فالآيات القرآنية التي تقدمت في فضل الصحابة، والتنويه بشرفهم وبثوابهم، ورضوان الله تعالى عليهم - هي واردة فيمن استقام على التقوى، ولم يغير ولم يبدل، أما من علم تلبسه بكبائر العصيان، ومات مصراً على ذلك - فليس له من ذلك الرضوان وتلك الفضائل حظ ولا نصيب؛ ولهذا فإن الله تعالى قد حذر في كتابه أصحاب محمد ÷ خصوصاً، ووجه التحذير إليهم وحدهم، فقال تعالى مُخاطباً لهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}⁣[الحجرات ٢]، فهذا دليل على أن المعصية إذا صدرت من الصحابي أبطلت عمله، وهذا دليل على ما قُلنا من أنه يشترط لبقاء فضلهم استمرار التقوى.

  وهذه الآية خطابٌ للصحابة وحدهم؛ لأنهم هم الذين يتأتى منهم رفع الصوت فوق صوت النبي ÷، وقد روى