صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

بحث في الصحابة

صفحة 80 - الجزء 1

  البخاري أنها نزلت في أبي بكر وعمر، قال: كاد الخيران أن يهلكا، رفعا أصواتهما عند النبي ÷ حين قدم عليه ركب من بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس، وأشار الآخر برجل آخر، فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، وقال عمر لأبي بكر: ما أردت إلا خلافي، فتماريا، فارتفعت أصواتهما، فأنزل الله تعالى هذه الآية، ذكر ذلك ابن كثير في تفسير هذه الآية. ووفد بني تميم في سنة تسع، وكانت الحديبية في سنة ثمان.

  هذا، وأبو بكر وعمر هما من أهل بدر، ومن أهل أحد، ومن أهل بيعة الرضوان، وكان ثابت بن قيس بن شماس رفيع الصوت، فقعد في بيته حزيناً، ويقول: أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي ÷، وأجهر له بالقول، حبط عملي، أنا من أهل النار، ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره برواية البخاري ومسلم وأحمد وابن جرير.

  وكل هذا دليل على أن الصحبة لا تدفع تبعات المعاصي، بل تقضي على الحسنات وتبطلها، وتترك صاحبها صفر اليدين. ويدل ذلك على أن الصحابة لم يكن عندهم علم بالحديث الذي يقول: لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. ما ندري من المسؤول عن هذا الحديث، فليس من الرسول ÷؛ لأنه ÷ لا يخالف ربه. وعلى فرض صحته فليس فيه الجزم بالحكم، وذلك لمكان «لعَلَّ».