صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

تكميل

صفحة 83 - الجزء 1

  أصحابي ... إلخ»، فهو دليل على ما يقول الزيدية من أن المدائح التي وردت في حق الصحابة ليست على التعميم كما يقوله أهل السنة والجماعة، فإنه خطاب من النبي ÷ قاله لبعضٍ من أصحابه.

  ومما استدلوا به من السنة قوله ÷ في أهل بدر: «إنك لا تدري لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».

  قُلنا في الجواب: قال الله تعالى في أول سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ}⁣[الحجرات ١]، ثم قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}⁣[الحجرات ٢]، وهذه الآية نزلت في سنة تسع، كما ذكره ابن كثير، عام الوفود، وفيها من التحذير ما لا يخفى، وهذا الحديث قد عارض هذه الآية القُرآنية؛ لأنها تحذر المؤمنين من الصحابة البدريين وغيرهم من عاقبة العصيان، وأنه يحبط الأعمال، والحديث يدل على أنه لا خوف على أهل بدر من عاقبة العصيان، مع أن الله يُحذِّر ويقول للصحابة: {وَاتَّقُوا اللَّهَ}.

  ومما يؤكد ما قُلنا أنه نزل القرآن بجلد القاذف كما في سورة النور، وهي إنما نزلت بعد بدر، فجلد رسول الله ÷ حسان بن ثابت ومسطحاً وحمنة بنت جحش، ثُم قال الله تعالى في آخر السورة مُحذراً أهل بدر وغيرهم من الصحابة: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}⁣[النور ٦٣].